لا أستطيع الزواج الآن

في ظل الظروف الاقتصادية، والاجتماعية، والدراسية الصعبة التي يمر بها كثير من الشباب والفتيات، أصبح قرار الزواج مؤجَّلًا عند شريحة كبيرة من الناس. لكن تأجيل الزواج لا يعني أن الحاجات الفطرية تتأجل هي الأخرى، بل تظل موجودة، والرغبة قائمة، والجسد يطالب بحقوقه.
وهنا يظهر السؤال الكبير والمؤرق:
كيف أتعامل مع هذه الطاقة الفطرية؟ ما البدائل التي أستطيع اللجوء إليها لتفريغها بطريقة حلال وآمنة لا تُغضب الله ولا تُدمر صحتي النفسية؟
في هذا المقال، سنستعرض معًا حلولًا عملية، واقعية، مجربة، ومستندة إلى تعاليم الشريعة الإسلامية وآراء المختصين، لمواجهة هذا التحدي بشجاعة واتزان.
علينا أولًا
لكن الإسلام لم يتركنا وحدنا أمام هذه الغريزة، بل قدّم منظومة متكاملة من القيم، والتوجيهات، والضوابط التي تساعد على التحكم في هذه الرغبة وتوجيهها بما يرضي الله.
لماذا نرفض الإشباع بالحرام؟
قد يسأل البعض: طالما لا أستطيع الزواج، فلماذا لا ألجأ للطريق الآخر مثل العلاقات غير المشروعة ؟ أليس هذا أهون من الوقوع في الحرام؟
الجواب: لأن هذه الطرق وإن بدت سهلة وسريعة، فإنها:
تُغضب الله عز وجل.
تؤدي إلى الإدمان النفسي
تُدمّر احترام الذات وثقة النفس.
تؤخر الزواج الحقيقي وتضعف الرغبة فيه.
تؤثر على العلاقات الزوجية مستقبلًا.
تجلب الندم، والهم، والوساوس، والاكتئاب.
البدائل الحلال كما أرشدنا النبي ﷺ
قال النبي ﷺ:
"يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء."
إذًا فالصوم أول وسيلة أشار إليها النبي ﷺ، وسنتوسع فيها لاحقًا، ولكن هناك وسائل أخرى كثيرة نستعرضها هنا:
الصيام المتكرر.. درع واقٍ
الصوم لا يعني فقط الامتناع عن الطعام والشراب، بل عن كل ما يحرّك المشاعر ، ويثيرها، ويشغل القلب عن الطاعة. وقد أثبتت الدراسات أن الصيام يساعد على:
تهذيب
تقليل إفراز الهرمونات .
صفاء العقل.
زيادة الارتباط الروحي بالله.
نصيحة عملية:
صم يومي الإثنين والخميس، أو الأيام البيض، أو حتى يومًا في الأسبوع على الأقل.
الانشغال بالرياضة والأنشطة البدنية
الطاقة الجنسية هي طاقة حركية بالأساس، ويمكن توجيهها بطريقة بنّاءة.
ممارسة التمارين الرياضية، خصوصًا الشاقة، تساعد في تفريغ جزء من الشحنات الجسدية والانفعالية، وتزيد من هرمون السعادة (الدوبامين) وتقلل من التفكير.
أمثلة مقترحة:
الجري صباحًا.
السباحة.
تمارين المقاومة.
تمارين التنفس والاسترخاء.
ملء وقت الفراغ هو خط الدفاع الأول
الفراغ هو بيئة خصبة لوساوس النفس والشيطان.
لذلك
كلما شغلت عقلك بشيء مفيد، كلما ضعفت السيطرة .