الفرق بين ان شاء الله وبإذن الله

لمحة نيوز

كثيرًا ما نستخدم في حديثنا اليومي عبارات مثل “إن شاء الله” و”بإذن الله” دون أن ندقق في معناهما أو الفرق بينهما، ونظنهما بمعنى واحد، بينما إذا رجعنا إلى القرآن الكريم، سنجد أن لكل منهما موضعًا خاصًا وسياقًا مختلفًا، يدل على معنى أدق وأعمق مما نتصور. فالله سبحانه وتعالى لا يضع كلمة بدل أخرى عبثًا، وكل تعبير قرآني له دلالته التي لا يمكن أن تُفهم إلا بالتدبر والتأمل.

الفرق بين العبارتين ليس فقط لغويًا بل أيضًا دينيًا وشرعيًا، فـ “إن شاء الله” تتعلق غالبًا بالفعل المستقبلي الذي يُعلقه الإنسان على مشيئة الله تعالى، كما في قوله عز وجل (ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدًا إلا أن يشاء الله)، وهذا تأكيد على أن الإنسان لا يملك

القدرة على تنفيذ أي أمر إلا بإرادة الله.

أما “بإذن الله” فهي تختلف قليلًا من حيث السياق، فهي لا تتعلق فقط بالإرادة الإلهية، بل بالإذن والتيسير والتسخير، أي أن الله أذن بحدوث الأمر وسمح له أن يتم، ولهذا نجدها كثيرًا في سياقات النصر، والمعجزات، وخرق السنن، كأن يُبرأ الأعمى ويُحيا الميت “بإذن الله”.

ولأن الأمر دقيق، وقد وردت العبارتان في القرآن الكريم في مواضع متعددة، فإن التدقيق فيهما يُساعد المسلم على اختيار الكلمة المناسبة في الدعاء، وفي الحديث، وفي الفهم العام لأقدار الله سبحانه وتعالى. ولهذا سنفصل في الصفحة التالية المواضع القرآنية والفروق الدقيقة بين “إن شاء الله” و”بإذن الله”.

تابع الصفحة الثانية لتتعرف على

الفرق القرآني بين “إن شاء الله” و”بإذن الله” ومتى تستخدم كل واحدة منهما…

في سورة الكهف، عندما نزل قوله تعالى: (ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدًا إلا أن يشاء الله) كان ذلك تعليمًا للنبي ﷺ وللأمة من بعده أن أي فعل مستقبلي لا يتم إلا إن شاءه الله، حتى لو ظن الإنسان أنه في متناول يده. فهنا “إن شاء الله” ترتبط بالفعل البشري الذي قد يقع أو لا يقع بحسب المشيئة.

أما “بإذن الله” فتأتي غالبًا في الأمور التي تجاوزت قدرة البشر، وتحققت بقدرة الله المباشرة، كما في قوله تعالى عن عيسى عليه السلام: (وأُبرئ الأكمه والأبرص وأحيي الموتى بإذن الله)، فهنا لم يقل “إن شاء الله” بل قال “بإذن الله” لأن المعجزة حصلت فعلًا بموافقة وإذن رباني.

أيضًا في سياق النصر، يقول الله: (وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم)، ويقول في موضع آخر: (كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله)، فهنا النصر لم يكن محتمل الوقوع، بل تم فعليًا، وكان بإذن الله وتدبيره، وليس فقط مشيئته المعلقة على المستقبل.

الفارق الدقيق أن “إن شاء الله” تُستخدم لما لم يحدث بعد وقد يحدث أو لا يحدث، وهي تعبير عن التوكل والتفويض. أما “بإذن الله” فتُستخدم لما وقع فعليًا أو سيقع حتمًا لكن لا بقدرة بشر، بل بتيسير رباني واضح، وتُشير إلى وجود تدخل إلهي مباشر.

“إن شاء الله” تتعلق بأفعال البشر المستقبلية المعلقة على المشيئة، أما “بإذن الله” فهي تُستخدم للأمور التي تقع بتدخل رباني ومعجز كالنصر

والشفاء وخرق السنن.

تم نسخ الرابط